الأربعاء، 20 فبراير 2013






بحث حول مقارنة  لغنه اوالشعر الشعبي المورينامي بالشعر النبطي

صورة موجزة عن الموضوع

يعتبرلغنه اوشعرالبظان الشعبي بابا كبيرا من أهم الأبواب ا لرئيسية للثقا فة  البيطانية بشكل عام والموريتانية بشكل خاص وهو سجل تاريخي ناطق حافل بكثير من ملاحم هذ المجتعع و بطولاته  وامجاد ه وايامه  وأفراحه وأتراحه و حكمه  وأحكامه وكثيرا من انماط تواصله ولوحة وجدانية تعكس ألوانها تجاربه العاطفية اللتي كانت مسا رحها البطاح والمروج والوديان والكثبان والتلال . على أساس هذه المكانة البازة اللتي يحتلها " لعنة  " في الأوساط البيطانية سواء كانت في موريتانيا أوفي الصحراء , أوفي أزواد , أوفي المغرب , أم في الجزائر , سوف نتعرض في هذ البحث المتواضع الى تمهيد للموضوع  وتقديم نبذة تاريخية عن المجتمع البظاني القديم , وتعريف الشعر الشعبي البطاني , وأصله , ومراحل تطوره وعلاقته الحميمية بالغنى والطرب والمسيقي البيظانية بجميع أالوانها القديمة والحديثة المعروفة اليوم ب ,  وأغراضه , وأوزانه من حيث البحوروالتفعلة , كما سنتعرض بشيء من التفصيل لعلا قته با الموشحات والزجل الأندلسيين والشعر النبطي في المفاهيم والمصطلحات والبحوروأنماط البناءوالوزن والأغراض ولبيان ذالك سوف نعرض نماذج شعرية من الموشحات ,  والزجل الاندلسيين , والشعرالنبطي , من دول عربية لمقارنتها  - بلغنة - عند عرب البظان .
تمهيد
نسعى في هذ التمهيد الى تقديم صورة موجزة  عن علاقة اللهجات العربية واسهامها في خلق اللغة العربية الفصحى  للفترة الزمنية الممتدة من القرن الرابع الملادي الى القرن الحادي عشر
تتطلب دراسة أصول ومراحل تطورالشعر الشعبي البظاني بشكل عميق دراسة الزجل والشعر النبطي والموشحات بتأن وتبصر وتمحيص وهذ بدوره يفرض علينا الأطلاع على تاريخ نشأة هذه الأنماط الشعرية وأيها أقدم وتراتب وجودها ومدى تأثر بعضهما ببعض على أن نربط ذالك بتاريخ وتطورالشعر الفصيح وتاريخ ومراحل أنصهاراللهجات العربية في  اللغة العربية الفصحى وسوف نحاول جلاء غموض ذالك في مايلي :
اولا : مراحل تحول اللهجات العربية الى الفصحى
بدأت ملامح اللغة العربية  الفصحى تتشكل  في القرن الرابع الميلادي وتحددت معالمها في القرن الخامس ,بسبب العا وا مل الأ قتصادية والدينية
- العامل الأقتصدي المتمثل في العلاقات التجارية التي كانت تربط العرب في الجزيرة العربية برحلات قريش التجارية وأسواق مكة التي كانت وجهة لكل القبائل العربية لموقعها الوسطي بين تلك القبائل من ناحية وتنوع وكثرة بضا ئعها وكثرة الوافدين اليها من ناحية ثانية
- العامل الديني المعروف بأرتباط القبائل العربية بالطقوس الدينية والحج اليها لتلأدية تلك الطقوس اللتي تتفرد بها مكة وتشرف على تنظيمها قبيلة قريش وهذا مايجعل مكة أيام الحج ملتقابشريا كبيرا يتطلب كل فرد فيه التواصل اللغوي مع المشرفين والمنطمين من قريش لأداء طقوسه الدينية الضرورية لعملية الحج , ومع التجار القرشيين لبيع تجارته اوشراء حاجاته من البضائع من ناحية كما ان افراد قبيلة قريش يحتاجون الى معرفة اللهجات العربية الأخرى لبيع تجارتهم وخدماتهم لضيوفهم من حجاج وتجار العرب من ناحية ثانية  ومع مرور الزمن استوطن كثير من مفردات اللهجات العربية لهجة قريش واصبحت جزءا منها والعكس صحيح كل ذالك زاد من اتساع ثراء لهجة قريش وانتشارها  وهذا ماجعل اللهجة القرشية أكثر شيوعا بين القبائل العربية من أية لهجة أخرى وأكثر اللهجات العربية ضرورة للأستعمال وأكثرها أستعمالا وانتشار على مدارالسنة بين العرب وقوافل قريش التجارية و بين العرب وقريش المشرفة على تنظيم الحج هكذاأخذت اللهجة القرشية موقع السيا دة بين سائر اللهجات العربية ونتيجة لهذ التواصل المستمر اقتربت من اللهجة الفصحى وعمت مناطق كثيرة من الجزيرة العربية , و في القرن السادس الميلادي غدت كل القبائل العربية تفهم وتتكلم لهجة قريش اللتي تعرف اليوم باللغة العربية الفصحى.
ثانيا :  الشعرالفصيح
 رافق الشعر الفصيح هذ المسارالتطورى للغة العربية وظل يتطورمع اللهجات المحلية العربية المتباينة ويقترب معها من اللهجة الفصحى طيلة القرنين الرابع والخامس وكان على شكل مقطوعات ولكنه لم يعرف القافية في هذه الفترة بل كان مسجوعا مرسلا الى غاية القرن السادس الميلادي حيث أخذ شكله المعروف في العصر الجاهلي من خلال شعر امرئ القيس والمهلهل. يقال أن أول قصيدة عربية عرفت بالفصحى هي قصيدة العنبر بن تميم اللتي كتبت قبل الهجرة النبوية بحوالي " 150 " سنة وقد نظمها وهو يحدو ابله عائدا من منطقة بهراء في الجزيرة العربية حيث قال فيها :
" قد رابني من دلوي اضطرابها
والنأي في بهراء واغترابها
إن لم تجيء ملأى يجيء قرابها "
ثالثا : نشأة الموشحات
ظهرت الموشحات في الأندلس في القرن التاسع الميلادي وكسرت ر تا بة قافية الشعراللتي ملأت آذان الناس على مدى ثلاثة قرون من الزمن وبدى شعراء الموشحات كمجددين يعملوان على تطوير الشعروتكيفه مع الذ وق الشعبي حيث ظهرت أالفاظا عامية وظفت شعريا في هذا العصر. كان ذالك بعد التطور الكبير والأختراعات المسيقية التي ظهرت على يد زرياب ,ومن المعلوم أن الموشح يبنى على مقطوعات شعرية تنظم بصورة دقيقة ، و تبدأ الموشحة بما يعرف بالمطلع الذي يتعدد وتتعدد قوافيه وتلتزم الموشحات في مطالعها ضرورة وحكما باللغة العربية الفصحى ولا يجوز وجود الألفاظ العامية فيها واذاوجدت فيها يسمى الموشح "مزنما "أي انه من عمل المبتدئين الضعفاء وتختم بما يسمى الخرجة، وهي قفل اخير لا يلتزم قواعد اللغة العربية. و الخرجة كانت تنظم بالعا مية أحيانا والأعجمية أحيانا أخرى , ويعتبر الموشح " ضرب من ضروب الشعر العربي لا يختلف عن القصيدة التقليدية إلا في تعدد قوافيه وتنوع أوزانه أحيانا، وفي الخرجة التي يخرج بها الوشاح من الفصيح إلى العامي تارة، وتارة أخرى إلى العجمي، كما يختلف عنها أيضا في تسمية أجزائه. فالموشح الأندلسي يعد بذلك، ثورة على القصيدة التقليدية التي تلتزم وحدة الأوزان ورتابة القافية، وليس تمرداً على الشعر العربي في جملته وتفصيله."ومع أن الموشحات ظهرت في القرن التاسع  ميلادي الا ان أقدم الموشحات التي توصل الباحثون اليها تعود الى عباده بن ماء السماء (ت 422هجرية الموافق 1050م )ولم تدون الموشحات الأندلسية قبل القرن الحادي عشر .

رابعا : فن الزجل
يقول الباحثون أن الزجل نشأ وزدهر في الأندلس في القر ن الخامس كفن شعري شعبي أندلسي خالص , ويرى بعضهم أنه لون عامي من الموشحات لم يتمكن الشعراء الذين أبدعوه من بنائه باللغة الفصحى لعدم تمكنهم المعرفي من ذالك فنظموه بالعامية , ويرى آخرون أن كثرة أختلاط الناس في الأندلس وانتشار اللهجة العامية وانحصار العربية الفصحى في الطبقة المثقفة كان سببا في وجوده , ويأكد البا حثون ان بداية ظهور الزجل في القرن الخامس كان في عصر ملوك الطوائف المعرو فين بتشبثهم في حياتهم الأدبية بالخلفاء الأمويين في قرطبة والمشرق ولهذا لم يتذوقو الزجل ولم ترضيهم لغته العامية فكان ذالك سببا أساسيا في عدم أزدهاره . ومع أن الزجل ازدهر في زمن الدولة المرابطية على يد امامه ابن زقمان وارتبط به أرتباطاوثيقا غير أنه كان موجودا قبله ومع ذالك لم يكتب له الأزدهار الا على يده. يعتبر الزجل الفن الشعري الغنائي الثاني الذي انتجته الثقافة الأندلسية .
ان الحراك السياسي والتنوع الديمغرافي والثقافي وتعدد الإمارات وتنوع الأنظمة في الأندلس رافقه حراك ثقافي متنوع تمثل في أ بتكار وا زدهار المسيقى وتعدد وتنوع انماط الشعر التي استجابت لمتطلبات ذالك التنوع الديمغرافي  والسياسي والنمو الثقافي حيث شهد الشعر الفصيح  صفات من الجمال والرقة و العذوبة ميزت الشعر الأندلس عن غيره من الشعر الى يومنا هذا , وكانت الموشحات ابداعا تجديديا أستجاب للتطور المسيقي والذوق الأجتماعي بشكل منقطع النظير واستكمل الزجل تلك المسيرة الشعرية الغنائية الجميلة والمتميزة في الأمدلسي لينتقل بعد ذالك الى بقية البلدان العربية بصفته ابداعا شعريا سلسا ومرنا , ولقد مر الزجل في الأندلس بثلاث مراحل رئيسية هي :
- مرحلة الأغنية الشعبية المتأثرة الى شيأما ببعض أشكال الموشحات وعرفت بسم الزجل العامي
- مرحلة الشعراء المعربين الذين ظهرو في القرن الخامس
- المرحاة  الثالثة وهي مرحلة أزدهار فن الزجل ويمكن حصرها في القرن السادس نهاية عصر ملوك الطوائف وبداية عصر الدولة المرابطية اللتي نما وتطور فيها الزجل بشكل كبير جدا على يد امامه  أبي بكر بن قزمان

خامسا : الشعر النبطي

من الصعب تحديد بداية ونشأة الشعر النبطي أو الشعبي أوالبدوي كما يسمى دائما بشكل دقيق كغيره من الأ نماط الشعرية في المنطقة العربية بسبب غياب التوثيق والكتابة , والأعتماد على الذاكرة , ومع ذالك يمكن قياس أقدمية الشعر من خلال تاريخ نصوصه الشعرية , ويجزم بعض المأرخين للشعر النبطي مثل غيرهم من المأرخين للشعر الفصيح  و الزجلي والشعر البيظاني ...أن الشعر النبطي المعاصر مجرد أمتداد الشعرالنبطي القديم  الذي يعتقد أكثرية البا حثين أنه لم يأتي دفعة واحدة  وأخذ نموه واكتمال نضجه زمنا طويلا . من المعتقد أن الشعر النبطي جاء بعد شعر الزجل أو على الأقل حسب الوثائق التاريخية لأقدم نصوصه . ينسب الشعر النبطي الى الأنباط وهم قوم من العرب العاربة سكنو وادا إسمه نبطا أو نبط يقع بناحية المدينة المنورة يقال أنهم قدموا من بلاد الفرس ومازالو موجودون في العراق وخاصة منطقة الأهوار, ويقال أن أول من قاله وينسب اليه هو قبيلة بني هلال بسبب  أرتباط الشعر النبطي بالربابة  أو " الجرة "وبما أن جرة أوربابة بني هلال هي أصل الجرة العربية  فان ذالك يعتبر دليلا على نشأة الشعر النبطي في قبيلة بني هلا ل, وقد أورد ابن خلدون في مقدمته نصوصا شعرية  نسب بعضها لشعراء من بني هلال , ويعتبر ابن خلدون هو أول من كتب عن الشعر النبطي في القرن الثامن . أول نص عثر عليه من الشعر النبطي يعود تاريخه الى القرن السابع الهجري على لسان فتاة تدعى " عليا " وجهته الى حبيبها أبي زيد الهلالي الذي كان في جيش يقاتل في بلاد المغرب حيث تقول :

تقول فتاة الحي عليا مثايل * ولا قايل مثلها في الحي قايل
يالله أن تهيي لي طروش لجلهم * يسيرون ما بين الصخر والقوايل "
ومن أقدمه قصائد تنسب للشاعر جعيثن اليزيدي في القرن التاسع . ظل الشعراء ينظمون الشعر النبطي على أوزان الشعر العربي الفصيح وتفاعيله وبحوره بدون الألتزام بقواعد الإعراب , ولم يعرف التجديد قبل الشاعر المبدع محسن الهزاني من أمراء الحريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق