بحث حول مقارنة لغنه اوالشعر الشعبي المورينامي بالشعر النبطي
صورة موجزة عن الموضوع
يعتبرلغنه اوشعرالبظان الشعبي بابا كبيرا من أهم الأبواب
ا لرئيسية للثقا فة البيطانية بشكل عام
والموريتانية بشكل خاص وهو سجل تاريخي ناطق حافل بكثير من ملاحم هذ المجتعع و
بطولاته وامجاد ه وايامه وأفراحه وأتراحه و حكمه وأحكامه وكثيرا من انماط تواصله ولوحة وجدانية
تعكس ألوانها تجاربه العاطفية. على أساس هذه المكانة البارزة اللتي يحتلها "
لعنة " في الأوساط البيطانية سواء
كانت في موريتانيا أوفي الصحراء , أوفي أزواد , أوفي المغرب , أم في الجزائر , سوف
نتعرض في هذ البحث المتواضع الى تمهيد للموضوع
وتقديم نبذة تاريخية عن المجتمع البظاني القديم , وتعريف الشعر الشعبي
البطاني , وأصله , ومراحل تطوره وعلاقته الحميمية بالغنى والطرب والمسيقي البيظانية
بجميع أالوانها القديمة والحديثة المعروفة اليوم ب , وأغراضه , وأوزانه من حيث البحوروالتفعلة , كما
سنتعرض بشيء من التفصيل لعلا قته با الموشحات والزجل الأندلسيين والشعر النبطي في
المفاهيم والمصطلحات والبحوروأنماط البناءوالوزن والأغراض ولبيان ذالك سوف نعرض
نماذج شعرية من الموشحات , والزجل الاندلسيين
, والشعرالنبطي , من دول عربية لمقارنتها - بلغنة - عند عرب البظان .
تمهيد
نسعى في هذ التمهيد الى تقديم نبذة موجزة عن تأثيروتأثر للهجات العربية ببعضها وأسباب
ذالك واسهام تلك اللهجات في خلق اللغة العربية الفصحى للفترة الزمنية الممتدة من القرن الرابع
الملادي الى القرن الحادي عشر
تتطلب دراسة أصول ومراحل تطورالشعر الشعبي
البظاني بشكل عميق دراسة الزجل والشعر النبطي والموشحات بتأن وتبصر وتمحيص وهذ
بدوره يفرض علينا الأطلاع على تاريخ نشأة هذه الأنماط الشعرية ووتقادمها وتراتب
وجودها ومدى تأثر بعضهما ببعض على أن نربط ذالك بتاريخ وتطورالشعر الفصيح وتاريخ ومراحل
أنصهاراللهجات العربية في اللغة العربية
الفصحى وسوف نحاول جلاء غموض ذالك في مايلي :
اولا : مراحل تحول
اللهجات العربية الى الفصحى
بدأت ملامح اللغة
العربية الفصحى تتشكل في القرن الرابع الميلادي وتحددت معالمها في
القرن الخامس ,بسبب العوا مل الأ قتصادية والدينية
- العامل الأقتصدي المتمثل
في العلاقات التجارية التي كانت تربط العرب في الجزيرة العربية برحلات قريش
التجارية وأسواق مكة التي كانت وجهة لكل القبائل العربية لموقعها الوسطي بين تلك
القبائل من ناحية وتنوع وكثرة بضا ئعها وكثرة الوافدين اليها من ناحية ثانية
- العامل الديني المعروف
بأرتباط القبائل العربية بالطقوس الدينية والحج اليها لتلأدية تلك الطقوس اللتي
تتفرد بها مكة وتشرف على تنظيمها قبيلة قريش وهذا مايجعل مكة أيام الحج ملتقابشريا
كبيرا يتطلب كل فرد فيه التواصل اللغوي مع المشرفين والمنطمين من قريش لأداء طقوسه
الدينية الضرورية لعملية الحج من ناحية ,
ومع التجار القرشيين لبيع تجارته اوشراء حاجاته من البضائع من ناحية ثانية وهذا ماجعل اللهجة القرشية أكثر شيوعا بين
القبائل العربية من أية لهجة أخرى وأكثر اللهجات العربية ضرورة للأستعمال وأكثرها
أستعمالا وانتشار على مدار السنة بين
العرب وقوافل قريش التجارية والسنوى بين العرب وقريش المشرفة على تنظيم الحج هكذاأخذت
اللهجة القرشية موقع السيا دة بين سائر اللهجات العربية ونتيجة لهذ التواصل
المستمر اقتربت من اللهجة الفصحى وعمت مناطق كثيرة من الجزيرة العربية , و في
القرن السادس الميلادي غدت كل القبائل العربية تفهم وتتكلم لهجة قريش اللتي تعرف
اليوم باللغة العربية الفصحى.
ثانيا : الشعرالغصيح
رافق الشعر الفصيح هذ المسارالتطورى للغة
العربية وظل يتطورمع اللهجات المحلية العربية المتباينة ويقترب معها من اللهجة
الفصحى طيلة القرنين الرابع والخامس وكان على شكل مقطوعات ولكنه لم يعرف القافية
في هذه الفترة بل كان مسجوعا مرسلا الى غاية القرن السادس الميلادي حيث أخذ شكله
المعروف في العصر الجاهلي من خلال شعر امرئ القيس والمهلهل. يقال أن أول قصيدة
عربية عرفت بالفصحى هي قصيدة العنبر بن تميم اللتي كتبت قبل الهجرة النبوية بحوالي
" 150 " سنة وقد نظمها وهو يحدو ابله عائدا من منطقة بهراء في الجزيرة
العربية حيث قال فيها :
" قد رابني من دلوي اضطرابها
والنأي في بهراء واغترابها
إن لم تجيء ملأى يجيء قرابها "
ثالثا : نشأة الموشحات
ظهرت الموشحات في
الأندلس في القرن التاسع الميلادي وكسرت ر تا بة قافية الشعراللتي ملأت آذان الناس
على مدى ثلاثة قرون من الزمن وبدى شعراء الموشحات كمجددين يعملوان على تطوير الشعروتكيفه
مع الذ وق الشعبي حيث ظهرت أالفاظا عامية وظفت شعريا في هذا العصر. كان ذالك بعد
التطور الكبير والأختراعات المسيقية التي ظهرت على يد زرياب ,ومن المعلوم أن
الموشح يبنى على مقطوعات شعرية تنظم بصورة دقيقة ، و تبدأ الموشحة بما يعرف بالمطلع
الذي يتعدد وتتعدد قوافيه وتلتزم الموشحات في مطالعها ضرورة وحكما باللغة العربية
الفصحى ولا يجوز و
جود الألفاظ العامية
فيها واذاوجدت فيها يسمى الموشح مزنما أي انه من عمل المبتدئين الضعفاء وتختم بما
يسمى الخرجة، وهي قفل اخير لا يلتزم قواعد اللغة العربية. و الخرجة كانت تنظم بالعا
مية أحيانا والأعجمية أحيانا أخرى , ويعتبر الموشح " ضرب من ضروب الشعر
العربي لا يختلف عن القصيدة التقليدية إلا في تعدد قوافيه وتنوع أوزانه أحيانا،
وفي الخرجة التي يخرج بها الوشاح من الفصيح إلى العامي تارة، وتارة أخرى إلى
العجمي، كما يختلف عنها أيضا في تسمية أجزائه. فالموشح الأندلسي يعد بذلك، ثورة
على القصيدة التقليدية التي تلتزم وحدة الأوزان ورتابة القافية، وليس تمرداً على
الشعر العربي في جملته وتفصيله."ومع
أن الموشحات ظهرت في القرن التاسع ميلادي
الا ان أقدم الموشحات التي توصل الباحثون اليها تعود الى عباده بن ماء السماء (ت
422هجرية الموافق 1050م )ولم تدون الموشحات الأندلسية قبل القرن الحادي عشر .
رابعا : فن الزجل
يقول الباحثون أن الزجل نشأ وزدهر في الأندلس في
القر ن الخامس كفن شعري شعبي أندلسي خالص , ويرى بعضهم أنه لون عامي من الموشحات
لم يتمكن الشعراء الذين أبدعوه من بنائه باللغة الفصحى لعدم تمكنهم المعرفي من
ذالك فنظموه بالعامية , ويرى آخرون أن كثرة أختلاط الناس في الأندلس وانتشار
اللهجة العامية وانحصار العربية الفصحى في الطبقة المثقفة كان سببا في وجوده , ويأكد
البا حثون ان بداية ظهور الزجل في القرن الخامس كان في عصر ملوك الطوائف المعرو فين
بتشبثهم في حياتهم الأدبية بالخلفاء الأمويين في قرطبة والمشرق ولهذا لم يتذوقو
الزجل ولم ترضيهم لغته العامية فكان ذالك سببا أساسيا في عدم أزدهاره . ومع أن الزجل
ازدهر في زمن الدولة المرابطية على يد امامه ابن زقمان وارتبط به أرتباطاوثيقا غير
أنه كان موجودا قبله ومع ذالك لم يكتب له الأزدهار الا على يده. يعتبر الزجل الفن
الشعري الغنائي الثاني الذي انتجته الثقافة الأندلسية .
ان الحراك السياسي والتنوع الديمغرافي والثقافي
وتعدد الإمارات وتنوع الأنظمة في الأندلس رافقه حراك ثقافي متنوع تمثل في أ بتكار
وا زدهار المسيقى وتعدد وتنوع انماط الشعر التي استجابت لمتطلبات ذالك التنوع
الديمغرافي والسياسي والنمو الثقافي حيث
شهد الشعر الفصيح صفات من الجمال والرقة و
العذوبة ميزت الشعر الأندلس عن غيره من الشعر الى يومنا هذا , وكانت الموشحات
ابداعا تجديديا أستجاب للتطور المسيقي والذوق الأجتماعي بشكل منقطع النظير واستكمل
الزجل تلك المسيرة الشعرية الغنائية الجميلة والمتميزة في الأندلسي لينتقل بعد
ذالك الى بقية البلدان العربية بصفته ابداعا شعريا سلسا ومرنا , ولقد مر الزجل في
الأندلس بثلاث مراحل رئيسية هي :
- مرحلة الأغنية الشعبية المتأثرة شيأما ببعض
أشكال الموشحات وعرفت بسم الزجل العامي
- مرحلة الشعراء المعربين الذين ظهرو في القرن
الخامس
- المرحاة
الثالثة وهي مرحلة أزدهار فن الزجل ويمكن حصرها في القرن السادس نهاية عصر
ملوك الطوائف وبداية عصر الدولة المرابطية اللتي نما وتطور فيها الزجل بشكل كبير
جدا على يد امامه ابي بكر بن زقمان
خامسا : الشعر النبطي
وكما توالت الممالك والدول في
بلاد الأندلس فكذلك هو حال الزجل في تلك البقاع العزيزة,حيث نجده مر بالعديد من
الأدوارنوجزها فيما يلي :دور الأغنية الشعبية التي تأثرت إلى حدما ببعض أشكال
الموشحات, وأطلق عليها إسم الزجل العامي. ودور ثاني وهو دور الشعراء المعربين
الذين ظهروا في القرن الخامس.
أما الدور الثالث فهو الذي يمكن حصره في القرن السادس الذي شهد نهاية عصر ملوك
الطوائف وبداية عصر المرابطين في الأندلس, وقد عرف الزجل في هذا العصر ازدهارا
كبيرا.ومن زجالي هذا العصر الذين ذكرهم ابن خلدون نجد :عيسى البليدي ,وابو عمرو بن
الزاهر الاشبيلي, وأبو الحسن المقري الداني, وأبو بكر بن قزمان إمام الزجالين على
حد قول ابن خلدون. وفي منتصف القرن السادس توفي إمام الزجالين أبو بكر بن قزمان,
وزالت من الأندلس دولة المرابطين التي عاصرها هذا الأخير, وحلت محلها دولة
الموحدين, فكان عصر هذه الدولة بداية الدور الرابع من أدوار الزجل بزعامة الزجال
أحمد بن الحاج المعروف باسم مدغليس الزجال
يعتبر الزجل فن من الفنون الشعرية التي ظهرت في الأندلس وقد نظموا هذا الفن بلغة
مجردة من الإعراب ومزدحمة بالكلمات التي هي من أصل محلي أو بربري , وهكذا أصبح
لبلاد الأندلس فنا قائما بذاته, أطلق عليه فن الزجل.ولعل كل ذلك راجع إلى التعدد
الثقافي الذي عرفته بلاد الاندلس , واختلاط الشعوب الأندلسية ببعضها, الأمر الذي
أدى إلى هذا التنوع الثقافي ضمن هذه اللغة والأدب الواحد .
و يمثل الزجل الفن الثاني المستحدث في الأندلس بعد الموشح ,وقد تباينت آرىء
الؤرخين القدامى حول نشأة هذا الفن , وسوف نتطرق لهذا الجانب بعد الخوض في محاولة
تحديد مفهوم الزجل لغة واصطلاحا .
1-مفهوم الزجل لغة واصطلاحا :
فإذا نقبنا عن كلمة الزجل في المعاجم العربية وجدنا أن معناها "اللعب والجلبة
ورفع الصوت, وخص به التطريب , وانشد سيبويه :
( له زجل كانه صوت حاد "" إذا طلب الوسيقة أو زمير
وقد زَجِل زَجَلا, فهو زَاجِل,وزاجل, وربما أوقع الزجل على الغناء , قال :
وهو يغنيها غناء زاجلا )(1)
والزجلُ :رَفْع الصوت الطرِب, و قال :
( يا ليتنا كنا حمامــي زاجِلِ .)" (2)
أما الزجل في الاصطلاح فهو ضرب من ضروب النظم يختلف عن القصيدة من حيث الإعراب
والتقفية , وقد كتب بلغة ليست عامية بحتة بل هي لغة مهذبة وإن كانت غير معربة .
1 لسان العرب,ابن منظور ,ج.6 ,ص:22/23
2 نفــــسه ,ص :23
2-نشأة الزجل وتطوره :
نشأ الزجل وترعرع في بلاد الأندلس , وعلى هذا فهو وليد البيئة الأندلسية فيها ظهر
ومنها خرج إلى البيئات العربية الأخرى وانتشر فيها.
وإذا كان مؤرخو الشعر الأندلسي لم يشيروا من قريب أو بعيد إلى المخترع الأول لهذا
الفن. فإننا نجد منهم من عرض بالذكر لأول من أبدع القول فيه .
فعبد الملك بن سعيد المتوفى سنة 680 هـ يقول عن ذلك :(" قيلت –الأزجال- قبل
أبي بكر بن قزمان .ولكن لم تظهر حلاها .ولا انسبكت معانيها, ولا اشتهرت رشاقتها
إلا في زمانه,وكان في زمن الملثمين ").(1)
وعن ذلك أيضا يقول ابن خلدون المتوفى سنة 808هـ :(" ولما شاع فن التو شيح في
أهل الأندلس ,وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه , نسجت العامة
من أهل الأمصار على منواله , ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا
فيها إعرابا , واستحدثوا فنا سموه بالزجل , والتزموا النظم فيه على مناحيهم لهذا
العهد , فجاءوا فيه بالغرائب , واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة
.") ( 2)
ويتضح من كلام العلامة ابن خلدون أن الزجل الأندلسي نشأ تقليدا للموشح ,غير أنه لا
يمكن الاعتقاد أن الشعراءلما عجزوا عن نظم الموشح , نظمو فنا بعامية أهل الأندلس
وسموه "الزجل",لأن الذين انشأوا الزجل لأول مرة هم المثقفون الذين كانوا
ينظمون القصائد الفصيحة, وينتمون إلى الطبقة الوسطى وليس العامة , وكان لاختراع
مذا النظم تلبية لحاجة العامة في القول الرفيع والغناء المنسجم.
1 الأدب العربي في الأندلس,عبد العزيز عتيق ,ص:290
2 نفسه ,ص :290
ويضيف ابن خلدون قائلا :(" وأول من أبدع في هده الطريقة الزجلية أبو بكر بن
قزمان .وإن كانت قيلت قبله بالأندلس , ولكن لم تظهر حلاها , ولا انسبكت معانيها ,
واشتهرت رشاقتها إلا في زمانه , وكان لعهد الملثمين . وهو إمام الزجالين على
الإطلاق .قال ابن سعيد : ورأيت أزجاله مروية ببغداد أكثر مما رأيتها بحواضر
المغرب. قال : وسمعت أبا الحسن بن جحدر الإشبيلي ,إمام الزجالين في عصرنا يقول :
ما وقع لأحد من أئمة هذا الشأن مثل ما وقع لابن قزمان شيخ الصناعة .") ( 1)
ومما تقدم ذكره يمكننا أن نخرج بحقيقتين : الأولى وهي أن أبا بكر بن قزمان المتوفى
سنة 554 هـ والذي عاش في عصر المرابطين بالأندلس , هو أول من أبدع في فن الزجل ,
والحقيقة الثانية هي أن الأزجال قيلت بالأندلس قبل زمانه .
وقد أكد ابن قزمان الحقيقة الثانية بقوله في مقدمة ديوانه :( "ولقد كنت أرى
الناس يلهجون بالمتقدمين , ويعظمون أولئك المقدمين ,و يجعلونهم في السماك الأعزل
,ويرون لهم المرتبة العليا والمقدار الأجزل ,وهم لا يعرفون الطريق ,ويذرون القبلة
ويمشون في التغريب والتشريق ,يأتون بمعان باردة,وأغراض شاردة ,وألفاظ شياطينها غير
ماردة . وبالإعراب وهو أقبح ما يكون في الزجل , وأثقل من إقبال الأجل").(2)
من هنا يتضح لنا أن هناك من شعراء الأندلس من تقدموا أبا بكر بن قزمان ,وحاولوا
الخوض في فن الزجل قبله ,وإن كانوا لم يبلغوا فيه ما وصل إليه ابن قزمان من
الإجادة والإبداع في هذا الفن , مما أدى إلى احتلال الصدارة والشهرة في هذا
المجال.وبذلك لم يستطيعوا أن يبلغوا فيه مبلغه , أو يجيدوه إجادته .
1 مقدمة ابن خلدون, ص : 1153
2 الزجل الأندلسي.عبد العزيز الأهواني ,ص : 52
وكما توالت الممالك والدول في بلاد الأندلس فكذلك هو حال الزجل في تلك البقاع
العزيزة,حيث نجده مر بالعديد من الأدوارنوجزها فيما يلي :دور الأغنية الشعبية التي
تأثرت إلى حدما ببعض أشكال الموشحات, وأطلق عليها إسم الزجل العامي. ودور ثاني وهو
دور الشعراء المعربين الذين ظهروا في القرن الخامس.
أما الدور الثالث فهو الذي يمكن حصره في القرن السادس الذي شهد نهاية عصر ملوك
الطوائف وبداية عصر المرابطين في الأندلس, وقد عرف الزجل في هذا العصر ازدهارا
كبيرا.ومن زجالي هذا العصر الذين ذكرهم ابن خلدون نجد :عيسى البليدي ,وابو عمرو بن
الزاهر الاشبيلي, وأبو الحسن المقري الداني, وأبو بكر بن قزمان إمام الزجالين على
حد قول ابن خلدون. وفي منتصف القرن السادس توفي إمام الزجالين أبو بكر بن قزمان,
وزالت من الأندلس دولة المرابطين التي عاصرها هذا الأخير, وحلت محلها دولة
الموحدين, فكان عصر هذه الدولة بداية الدور الرابع من أدوار الزجل بزعامة الزجال
أحمد بن الحاج المعروف باسم مدغليس الزجال .
3- حياة ابن قزمان .عصره , آثاره :
ابن قزمان هو أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان ولد في قرطبة بعد 460 هـ
وقيل حوالي 480هـ وتوفي في حدود عام 554/555هـ
أي انه عاش في القرن الخامس الهجري ,وقضى ابن قزمان حياته في قرطبة ,ولكنه ارتحل
لزيارة مدن الأندلس الكبرى,وكان مقربا من حماة الأدب الأندلسيين فمدحهم
بمدائح,ومات في قرطبة في عام 1159 بعد أن جاوز الستين, وترك على الأقل ولدا
التعريف :
من حيث اللغة هو :
موشّح جمع موشّحات وهو من
وشّح أي زيّن أو حسّن أو رصّع
من حيث الأصطلاح
يعرفه ابن سناء ملك الموشّح
فقال: " هو كلام منظوم على وزن مخصوص بقواف مختلفة, وهو يتألف في الأكثر من
ستة أقفال وخمسة أبيات, ويقال له التام. وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات,
يقال له الأقرع. "فالتام ما ابتديء فيه بالأقفال, والأقرع ما ابتديء فيه
بالأبيات"*(1) و يقصد بأنه قطعة شعرية طويلة تتكون من مقاطع تترتب فيها
الاشطر و القوافي على نسق مخصوص. "
وعرف ابن خلدون في مقدمته
الموشح فقال: "ينظمونه أسماطاً أسماطاً، و أغصاناً أغصاناً، يكثرون منها و من
أعاريضها المختلفة و يسمّون المتعدد منها بيتا واحداً، و يلتزمون ذلك عند قوافي
تلك الأغصان و أوزانها متتالية في ما بعد إلى آخر القطعة، و أكثر ما تنتهي عندهم
إلى سبعة أبيات...."
سبب تسميته
تسمية الموشّح استعيرت
من الوشاح الذي كانت تتزين به المراة في العصر الأندلسي لتشابههما في التحلي
بالزخارف. و يعرف الموشح في المعاجم بأنه "سير منسوج من الجلد مرصّع بالجواهر
و اللؤلؤ تتزين به المرأة" و لهذا سمي هذا النمط بالموشح لما فيه من ترصيع
وتزيين و تناظر صنعة و من تغير الوزن و تنوع القوافي
أغراض الموشحات:
-الغزل
-الوصف
-المديح
-الرثاء
تركيب الموشح:
مكونات الموشح الأساسية
هي:
-المطلع ويطلق عليه
المذهب: وهو مقدمة الموشّح و أول أجزائه ، وهو أول قفل يُفتتح بهِ المُوَشّح ،
فإذا وجد يسُمي المُوشّح تاما واذا لم يوجد يُسمّى أقرعا.
-القفل: هو جزء المُوشّح
الذي يتكرر بقافيته ، ويشترط في الأقفال كلها أن تكون لها قوافٍ موحده في المُوشّح
كله.
-الغصن: يطلق على الشطر
الواحد من القفل وقد يشمل غُصنين أو أكثر.
-الدور: هو الجزؤ الذي يو
جد بين قفلين و يتألف من أجزاء لاتقل عن ثلاثة ولا تزيد على
الخمسة إلا نادراً.
والأدوار تتساوى جميعهاً
في الموشح الواحد من حيث الأجزاء ولكن قوافيها تختلف .
الشعر بطبعه بغض النظر عن أصله وبنائه فضاء
تعبيري كغيره من الفنون لكل مجتمع انساني وصل الى درجة معينة من النضج الفكري
والثقافي يمكنانه من بناء علا قاته الأجتماعية وتنظيماته وتحالفاته القبلية هذه
العلاقات والتنظيمات والتحالفات هي اللتي تضبط سلوكه وفقا لمعايره القيمية والأخلاقية
, والضبط ينظم ويحدد المسارات العامة
والأساسية مع تفاصيلها اللتي تلزم جميع أفرادالمجتمع بالتباعها في حياتهم اليومية ,
ويعتبر هذ الضبط القيمي والأخلاقي قانونا أساسه الدين والعرف وفروعه العادات
والتقاليد , والتنظيمات القبلية جاهزة لتنفيذه تكريما وعقوبة . على هذ الأساس
يتنافس أبناء المجتمع من طالبي السيادة والمجد الأجتماعيين في جميع مياد ين حياتهم
كلا حسب الميدان الذي يليق به ويناسبه فروسية , كان أم علما , أم قوة , أم خطابة ,
أوشجاعة , أوفطنة , وحكمة ....والفائزون يكرمهم المجتمع بشكل عام والأفراد يكرمونهم
بأنواع الثناء وأنماط الأحترام والإطراء .
لم تخرج العلاقات العاطفية من هذ الضبط القانوني بل قيدها بفرض العلاقة بين أبناء
القبيلة أو العشيرة أحيانا والطبقة ... فشكلت هذه الضوابط حواجز منيعة تحظر تجاوز
بعض أفراد المجتمع لها وتبيح تجاوز آخرين بشروط عاداتية تفصيلية تنص على نوع
وماهية العلاقة العاطفية مايأدي الى بعض الحرمان وقلة الرضاء في أحيان كثيرة بين
أوساط الشباب.
في هذه البيئة يولد الشعردائما ويترعرع وينضج وفقا
لحركة تطور مجتمعه , فهو يولد في زمن ضبط المعاير القيمية والخلقية وطلب المجد
وتكريم الأبطال والثناء عليهم والأنتصارات وألأفراح وصعوبة التواصل العاطفي المقيد
بضوابط العادات والتقاليد , ويترعرع بستمراروسلامة النظام القبلي وضوابطه فترة
زمنية طويلة يردد فيها المجتمع أمجاد الأوائل الواردة في شعر مرحلتهم التاريخية ,
وينضج وفقا لأستقرار المجتمع والتساع علاقاته الخارجية وتنوع الوانها الثقافية ففي
هذه المرحلة من حياة المجتمع عادة ما يشهد قوة وتطورا ثقافيا واقتصاديا وصناعيا .
تنطبق هذه الصورة على المجتمع البيطاني في مرحلة
من مراحله التاريخية قبل الإسلام وصدره .
نبذة عن المجتمع البيطاني
يتكون المجتمع البطاني
في تلك الفترة من قبائلُ صنهاجة اللتي مازالت آثارها قا ئمة وتعتبرأحد المواقع
الأثرية ببوادي حضرموت، وتقع في الطرف الجنوبي الشرقي لمنطقة تاربة، وتبعد عن
مدينة سيئون بنحو 25 كيلو مترا شرقا . يذكر ابن الحكم في كتابه تاريخ مصر " ومن المعلوم أن قارة أو أكمة الصناهجة
قدخلت تماما من القبيلة كما خلت منها
حضرموت الا من اسرة آل السنهي وهم أفراد قلائل يسكنون منطقة الغرف المجاورة للقارة
ويعتقد أنهم من بقايا تلك القبيلة العريقة حسب قول الكاتب اليمني عبد الحكيم
العامري . أنطلاقا من هذه المعلومات وأجماع أكثرية المأرخين اليمنيين والنسابة
الصنهاجيين على الأصل اليمني لصناهجة تبقى هجرة قبائل صنهاجة من اليمن الى شمال
المغرب والمغرب الأقصى ممكنة واحتمال كبير ووارد .
عرفت قبائل صنهاجة الملثمة في ديار البظان بقوة بأسها , وكثرة قبائلها وأبطالها
الذين انتشروفي الشَّمَال الإفريقى وسكنوا
سهوله وهضا به من المغرب الأوسط إلى المغرب الأقصى وما بين حنوب الصحراء
الكبرى ونهر صنهاجة والمحيط الأطلسي. ويقدربعض المأرخين عدد هذه القبلئل بسبعين قبيلة ، ومِن
أشهرها لمتونة، وجدالة، ومسوفة ولمطة، ،
وهى التى أنشأت دولة المرابطين لاحقا. ويذكربعض المؤرخين أن هذه القبائل حميرية
أصلَهم يمانيِّون. حيث يقول الطّبري أنّ
صنهاج هو ابن يصوكان بن ميسور بن الفند بن أفريقش بن قيس الحميري القحطاني اليمني.
وذكر ابن النّحوي أنّه ابن المنصور بن المصباح بن يحصب بن مالك بن عامر بن حمير وقال ابن خلدون: لا خلاف
بين نسّابة العرب أن شعوب البربر الذي قدمنا ذكرهم كلهم من البربر، إلا صنهاجة
وكتامة، فإن بين نسابة العرب خلافا والمشهور أنّهم من اليمنية، ذهب الجرجاني
والمسعودي وابن الكلبي والسّهيلي إلى أن صنهاجة وكتامة من حمير
وقد شاد كثير من الأمراء
والفقهاء والشعراء بحميرية أمراء المرا بطين في الأندلس وأثاروا مجد حمير ولخم في
رسائلهم وشعرهم
فيقول أ بن عباد في
رسالته الى يوسف أبن تاشفين: " وأنت ملك حمير الموقر "
ويقول العلامة الكبير
الأديب والكاتب عبد الجليل بن وهبون يهنؤبنصر
الزلاقة فيقول:
" فثار إلى الطعان حليف
صدق*** تثور به الحفيظة والذمام
نمى في حمير ونمتك لخم
*** وتلك وشائج فيها التحام "
ويقول اللغوي الكبير والأديب الكاتب محمد بن صارة الشنتريني
مهنأ أبايحيى صهر يوسف
وابن عمه لماولي غرطانة
فيقول:
" لله أروع من ذوائب
حمير***راع العداة فما يقر قرارها "
ويقول الوزير العلامة الكاتب أبوعامر بن أرقم مهنأ
أبي عبد الله
ابن مزد لي بالنصر فيقول:
" خير التبابع والأذواء من
يمنٍ*** الغالبين على الأفاق والملل
يسود في آخر الأعصار
آخرهم**وساد أولهم في الأعصر الأول "
ومع هذافان بعض
المأرخيين يذهب إلى أنهم برابرة لا علاقة لهم بالعرب.
.
تسميتهم بالملثمين
اشتهرتْ قبائل صنهاجة باللَثَّام، وأصبح شعارًهم المعلوم
، ويعتقد بعض المؤرخين إن اللثام كان خاصا بقبيلة لمتونة إحدى قبائل صنهاجة, اللتي
كانت تتولى قيادة كل قبائل جدالة , ومسوفة ,
ومسراته، ولمطة , وغيرها من القبائل , و كان النظام السياسي لهذه القبائل
ملكيا وراثيا ينحصر في بيتين من قبيلة لمتونة هما " بيت بني ورتنطق، وبيت
تلاكاكين ". ومن اشهرَ ملوك المُلَثَّمين بالحرص على نشر الإسلام وقهر من
يعاديه الملك " تيولوثان بن تيكلان اللمتوني" الذى حارب الوثنييين ونشر
الإسلام في ربوعهم، وخلفه بعد وفاته سنة 222هـ حفيده الآثر الذى استمرله الملك الى
أن مات سنة 287هـ، حيث أخذ الملك من بعده ابنه تميم الذى قتل سنة 306هـ الموافق920م
على يد كبارومشايخ صنهاجة ومن المعلوم أن
هاؤلاء الملوك ينتمون الى نفس الأسر أعلاه وهي نفس الأسر التي قاد أبناؤها الدولة
المرابطية في مابعد .
.
السبب في الإسم
يقال إن قدماء حِمْيَر
كانوا يتلثمون للوقاية من الشمس والحرِّوهم بذالك يتبعون أجدادهم،
كما يقال في رواية أخرى
إن فريقامنهم هجم على أعد ائه فرده العدو إلى مواطنه وكان خاليا إلا مِن الشيوخ
والنساء والأطفال ، فأمر الشيوخُ النساءَ برتداء ملابسَ الحرب والتلثَّمَ، فلما رأ
العدوكثرة العدد فرمن شدة الخوف معتقدا أن النساء رجالا. على هكذا االأساس تشبثوا بللثام
وأصبح جزءامن عاداتهم وتقاليد هم المحترمة .
مساكنهم ومواردهم
الاقتصادية
تنظمت قبائل الملثمين في
الواحات في مساكن مصنوعة من الحجارة و سعف
النخيل بهدف الحصول على المياه اللتي أستغلوها في غرس النخيل و زراعة الشعير والخضروات والذرة والقطن وسقاية
المواشي وازدهرت الزراعة وتنمية المواشي من الإبل والغنم والبقرواستغلوا اوبارها
وجلودها في صناعة الأحذية وتغطية المنازل وشربوا االبانها وأكلو لحومها , وتطورت
الصناعات المحلية كما وكيفاللأكتفاء الذاتي من الأدوات المنزلية والحربية مثل
السيوف واللجام والسرج والسكاكين اللتي نمت بسبب الحرب مع الجران الوثنيين في السودان
الغربي وانعكس هذ الأزدهاربشكل كبيرعلى منطقة " أزوكى " الموجودة الآن
آثارها على بعد 7كم غرب مدينة أطار, وكانت
هذه المنطقة أحد المواطن الهامة لقبيلة
لمتونة .
واشتهرت بعض المعادن فى
بلاد المُلَثَّمين مثل : الملح , والحديد , والنحاس وكانت ت الجمال تحملُ الملح وغيره إلى بلاد
السودان وغانا، ويباع الحمل الواحد من الملح فى أرض السدان الغربيالمعروف حاليا بمالى والسينغال وغينيه بعشرين مثقالاً من الذهب
.
الموقع الإستراتجي لبلاد
الملثمين
أستفاد المُلَثَّمين من موقعهم الذي يعتبرالممرَّ
الوحيد بين وسط إفريقيا؛ والأَنْدَلُس حيث كانت القوافل تسلكه على ثلاث طرق هي :
- الطريق الساحلى على
المحيط الأطلسى ينطلق من أغادير حتى مصبِّ نهر صنهاجة.
- الطريق الداخلى الذي يمتد
من تارودانت الى أويل.
- الطريق الذي يربط بين
وسط المغرب إلى مالى والنيجر,يبدأ هذا الطريق من سجلماسة ويمر بأزوكى و أوداغست.
- طريق الصحراء يمتد من السودان
الغربى إلى أواسط الصحراء شرقًا, وهوخطير جدا ويعرض القوافل إلى مخاطر كثيرة أدت
الى الأستعانة المعوضة برجال الملثمين أصحاب الخبرة في الأرض لقيادة القوافل
بسلامة الى وجهتها وهكذا " نشطت حركة التجارة بين إفريقيا الغربية وبلاد
المغرب والأَنْدَلُس بسبب الدور الريادى الذى قامت به قبائل لمتونة ومسوفة وجدالة
التى كوَّنت حلقة الاتصال الناجحة والمثمرة للأطراف المشاركة, وكثُرت الأسواق
التجارية التى تعرض فيها بضائع بلاد الأَنْدَلُس والمغرب الأقصى وبلاد السودان
الغربى حيث يتم التبادل بالتقايض,أو بالذهب والفضة على حسب الاتفاق بين
المتبايعين، ومن أشهر تلك الأسواق التى اشتهرت فى تاريخ البلاد: أوداغشت
، أغمات ، أسيلا.
"
حياة الملـثمين
الاجتماعية
أدى تطورو ازدهار
التجارة فى أرض المُلَثَّمين إلى وجود طبقات أجتماعية تفاوتت في ثرائها حسب تدرجها
العمودي تمثلت في طبقة الأثرياء من الملوك , والأمراء , وكبار التجار, وطبقة
متوسطة من العمال أصحاب الرأي والحكمة ورجال الدين , وطبقة من الفنانين والصناع , وطبقة من الرعات والعبيد . وكانت الطبقات
الغنية والمتوسطة حريصة على مقاومة التهد
يدات التي تواجه مصالحها,أو تحاول انتزاع مكانتها وجاهها وثروتها بكافة الوسائل
الشرعية وغير الشرعية واحتكرت اطبقة الأثرياء أغلب الأراضى الزراعية فى الواحات، و
سباخ الملح , وقطعان الماشية، وكانت تشيد بيوتها بشكل مترف يميزها عن كل النَّاس, في
حين كانت منازالفقراء عبارة عن أكواخ تشيد
من أغصان الأشجار وتغطى بالجلود.
وعرفت ا المرأة في قبائل الملثمين بالجمال، وجمال سمرة لونها, وكانت لنساء الطبقة
العليا مكانة بارزة ورفيعة مكنتهنَّ من منافسة الرجال أحيانا .
فعريف الشعر الشعبي البظاني
.
- كان هذالمجتمع منتظما في مجموعة من القبائل
تنبني على أسس أسرية و عشائرية قوية تحدد روابط القرابة والأهلية و الدم و علاقات
النسب والأصل أللتي تربط بعضها ببعض
- شهدت هذه القبائل كثيرا من التحالفات والحروب والاتفاقيات
وشكلت قيادات سياسية
- حمت كل قبيلة حيزها الترابي وأفرادها ومواردها الاقتصادية وسيرت
قوافلها واستقبلت قوافل الغيري إطار تبادل تجاري متعارف عليه وتحكمه جملة من
الضوابط والأالتزامات .
مراحل الشعر الشعبي البيطاني
من المعتقد أن الشعر الشعبي البيظاني مر بثلاث
مراحل تترافق كل مرحلة شعرية مع مرحلة هامة من تاريخ هذ الجتمع :
- مرحلة ماقبل الإسلام والدولة المرابطية
- مرحلة الإسلام والدولة المرابطية
- مرحلة مابعد الدولة المرابطية
1- مرحلة
ماقبل الإسلام والدولة المرابطية لم نقف لها على نص شعري مقروء ولا نثري منقول لكن المعطيات التاريخية
لحياة هذ المجتمع الأجتماعية , والأ
قتصادية , والسياسية لاتختلف كثيرا في أنماطها وأالوانها عن حياته في مرحله تبرهن على وجودهذه المرحلة الشعرية .
السبب الأجتماعي :
من الصعب تصور مجتمع من القبائل المنظمة وفق
الأعراف والعادات والتقاليد وتربطها علاقات تحالف من ناحية , وشهدت حروبا دامية مع
بعضها ومع غيرها من ناحية أخرى , و لها
أبطالها ومواطنها وأفراحها وأتراحها ودينها وتنطم قوافلها وتلتقي بغيرها ولا يعبر
أفرادها عن مشاعرهم , ولايغنون , وليست
لهم فنون , ألا يمكن أن يتلقى أبطال هذ الجتمع المنتصرون عبارات التمجيد والثناء
من أفراد مجتمعهم ؟ ألا يمكن أن يتقرب
العابد في هذ المجتمع من ربه بأعذب ما يمتلك من مفردات لغته ؟ أولا يمكن أن يترك
فقدان الأحبة أوموتهم في أفراد مثل هذ المجتمع من الحزن
والأسي
ماينتج كلمات وصفية بليغة تبين مكانة المفقود في وجدان ذويه ؟ ألا يمكن أن يعبر
شباب هذ المجتمع عن حرمانهم ونأيهم وفراقهم لأحبتهم ؟ اذكانت الإجابة بالنفي , فان
في ذالك اهمالا أوعدم واقعية لطبيعة المجتمعات وطبيعة نموها الفكري وتراكماتها
الثقافية التي تلد أدبها وفنها وصناعاتها وتطورها , واذاكانت الإجابة بالإمكان , فان
ذالك يعني أن تعبير العاشق والحزين وا لعابد والثناء على الأبطال نتاجا للمرحلة التطورية للمجتمع وهذ يبرهن على
أن المرحلة التاريخية لمجتمع البظان قبل الإسلام و دولة المرابطين هي التربة
والبيئة الملائمتين لإنتاج الشعر.
خلاصة هذه الجزئية :
-
أن مجتمع
البظان كان مجتمعا متدينا بغض النظر عن ماهية ذالك الدين , والتدين يعبر عن مرحلة
فكرية متقدمة للمجتمع ترسم مخيلة واسعة تعكسها اللغة في النصوص الدينية والسياسية
والأدبية.
-
ان وجودالمعايير
القيمية والخلقية في مثل هذ المجتمع دليل علي انتاجه الفكري وقدرته على ضبط وأستمرارية
ذالك الأنتاج , وتلك القدرة تعني بطبيعة الحال الأستدامة والتقدم , والمعايير
القيمية والخلقية ينتجها في أغلب الأحيان مجتمع يتمتع بنضج فكري كبير وذوق أجتماعي
رفيع ينقي سلوك المجتمع من الشوائب ويحدد أفضلها ويبين رذيلها , ويحث على التمسك
بالفضيلة ونبذ الرذيلة , ويطهر الجمال من دنس القبح ويحدد أنواعه , ومواطنه ,
واللغة في مثل هذ المجتمع هي اداة سهلة ملائمة للتعبيرعن السلوك وأنواع ومكامن الجمال
وهذه هي وظيفة الشعر.
-
يتضح من
ما تقدم أن هذ المجتمع المتدين المترابط بحكم بنائه الأجتماعي الذي أنتج معايره
القيمية , والخلقية , وحدد من خلالها أنماط , وأنواع , ومكامن الجمال , والقبح ,
وحدد الفضائل , والرذائل فمن الممكن أن يغني بالجميل ويشيد في غنائه بالفضائل ويملؤ
أيام أفراحه بالتغني بأمجاده وبطولاته وهذ الغناؤحسب أعتقادي مجرد شعر ملحن على
سلم مسيقي معين سواء كان ذلك مقصودا أم غير مقصود معلوم أم غير معلوم .
- السبب الأثري
تحتضن المواقع البيظانية آثارا زخرفية , وفنية ,
وهندسية , يمكن أن توجه الباحث في تاريخ هذ المجتمع الثقافي بشكل عام والأدبي بشكل
خاص لضرورة درا ستها واستقرائها للوصول الى صورة تقريبية للمكانة الثقافية لهذه
الفترة الزمنية من تا ريخ المجتمع البيظاني , وقياسا علي تجربتي الشخصية المتواضعة
لقراءة هذه الأ ثاريمكن للباحث أن يدرك مايلي :
-
ان
الآثار الفخارية اللتي نجدها اليوم في مواقع هذ المجتمع تخبرنا بتطور هذه الصناعة
وتعطينا فكرة عن الأسلوب الهندسي المتبع في تصاميم الجرات والأواني الفخارية
الأخرى , وتكشف لنا عن أنواع متعددة من أنماط
فن الزخرف الذي كان سائدا في تالك الفترة , والذي يشير الى رفعة الذوق
العام وتهذيبة من ناحية , وتباين أذواق أفراد المجتمع من ناحية أخرى , واستجابة
الفن لأنماط الأذواق المختلفة يعبر عن القدرة , والتقنية , والخبرة الطويلة , وذالك
دليل على ممارسة المجتمع للفن منذ أمد بعيد ومن المعروف أن التعبيربالرسم أصعب من
التعبير بالشعر أي أن التعبير بالشعر عادة مايكون أقدم من التعبير بالفن ,
وخلاصتنا في هذه الجزئية أن الشعر كان موجودا مع أخيه فن الزخرف في هذه المرحلة من
تاريخ البظان .
-
أغلب
الجبال في مناطق البظان المختلفة بنيت عليها مدن قديمة من الحجارة حجراتها مستقلة عن بعضها وتصا ميمها
دائرية الشكل ولقلة البحث الذي حظيت به لم يصنف ا لهدف من بنائها هل هي بنيت
للتخزين ؟ أم بنيت للسكن ؟ وهذ مستبعد لضيقها الا اذا كانت مخصصة للسكن في فصل
الشتاء أم بنيت للجنود المرابطين للذود عن الحمى ؟ الذي يهمنا الآن من ذكر هذه
المدن هو بيان التقنية الهندسية والفنية المعمارية لمجتمع البظان في ذلك الزمن
الغابراللتي راعت ضرورة مقاومة البناء للدهر وعوامل الطبيعة لأطول فترة ممكنة .
وخلاصتنا
في هذه الجزئية هي : أن مجتمعا أستطاع تصميم البيوت من الحجارة بهذه التقنية
الهندسية والفنية المعمارية لاتستبعد قدرته على بناء كثير من أبيات الشعربل
القصائد الشعرية بلغته التي علمت أنماطا هندسية وفنية وزخرفية ومعاير قيمية
وأخلاقية .
-
الرسومات
أو اللوحت الفنية المرسومة بدقة عالية على الصخور وفي الكهوف الملونة وغير الملونة
اللتي نقلت الينا أنواعا مختلفة من الحياة البرية المعاشة في زمنهم المنقرضة في
زمننا هذه الرسوم الموجودة في مواطن
البظان القديمة والحالية تعبر عن تنوع الثقافة البيظانية وللشعر مكانة بارزة في
مقدمة التنوع الثقافي وهذ أمر يعزز نمو الشعر الشعبي لدى هذ المجتمع في هذ الزمن
بالذات .
-
السبب
المنطقي
أعتقد
أنه من المنطقي حسب أعتقادي الشخصي أن شعبا عرف بعض الصناعات وألوانا من الهندسة ومعتقدا
دينيا ومعاير قيمية وأخلاقية وتشبعت لغته بهذه المفاهيم والتسعت ألوانها لتكسب من
ذالك : الثراء , والقدرة ,والمرونه ,لهو قادر عن التعبير عن عواطفه الدينية ,
والبطولية والعاطفية , وعن أمجاده , وأفراحه , وآلامه , وأحزانه ؛ وأن الأداة اللغوية اللتي يملكها واللتي استمدت ثراءها من
تراكماته المعرفية والثقافية المشار اليها سابقا قابلة للأستجابة لحاجاته التعبيرية عن عواطفه
وأحاسيسه بأجمل أساليبها وذالك الأسلوب هو الشعر بطبيعة الحال هذا من ناحية , من
ناحية أخرى لاأتصور أن مجتمعا عبر عن
ذاته ومحيطه الطبيعي بفن الرسم والزخرف
عاجزعن التعبير بالشعرفالتعبير بالشعرأو اللغة في المجتمع الإنساني أقدم من
التعبير بالرسم والزخرف .
ليس
الهدف من ذ كر هذه الحلقة الغامضة أو المندرسة
من تاريخ أدب وفن البظان أن نجعلها أساسا للشعر الشعبي البظاني , أونجعلها جزءا
من جذع شجرته السامقة , أو فرعا من فروعها , بل الهدف هو ادراكنا بوعي أن تلك الحلقة تشكل جزءا من
روح , وطعم , وعطر , ولون , هذ الأدب الذي أمتصت بعض جذور شجرته في ذالك الزمن
الغابر من ثراء تلك الحلقة ونداها بعضا من
رحيق حياتها . هذ الرحيق في نظرنا هوالجينات أوالصبغيات الوراثية التي تنقل الى
الأدب والشعرتلك الروح وذالك الطعم والعطر واللون . ومن المعلوم أن هذه الحلقة من تاريخ البظان حظيت
بأهتمام لابأس به من طرف البا حثين في مجال التاريخ واهمالا شديدا من جانب
الباحثين في مجال الأدب والفن .
2- مرحلة
الإسلام والدولة المرابطية
تتميز
هذه الفترة من تاريخ هذ المجتمع بالمستجدات وقوة التيارات اللتي تحملها وتباين قوة
ذالك التأثيرفي أجزاء هذه الفترة اللتي يمكن أن تقسم الى مرحلتين
-
مرحلة
دخول الإسلام
-
مرحلة
الدولة المرابطية
أ -
تميزت هذه المرحلة بدخول معتقد ديني جديد يجسد العادلة والمساوات بين الناس , ويوحد
المعتقد , ويحث على فعل الخير, والأبتعاد عن الشر, و تكمن وراءه قوة سياسية , وعسكرية
هائلة , ويسبقه سيل اعلامي من الأنتصارات على كل من وقف في وجه الدعوة الدينية لهذ
المعتقد من ناحية , ومن ناحية ثانية يحمل لغة لازمة للتواصل لبلورة أهداف الدعوة
وتعلم الدين الجديد هذه اللغة هي العربية التي
كانت معروفة من قبل وليست غريبة بسبب الأتصال والتواصل التجاري الذي كان يربط
المجتمع البظاني بكثير من المجتمعات ومن ضمنهم العرب ,ولما كان الدخول في الإسلام
يقتضي تعلمه الذي يعتبر في حد ذاته تعلم للعربية اذ أن النصوص المتعلمة "
القرءان " عربي وهو الذي تأدى به الفراءض الخمسة الواجبة كأساس للدين , وهذ بدوره
تمرين يومي على الحديث والأستزادة من فهم اللغة الجديدة , وبما أن المعلم عربي والمتعلم عربي والقوة الداعية
للمستجدين " الدين , والعربية " عربية . كانت هذه المستجدات بداية تأسيس حقيقية وقوية للإندماج
الثقافي والفكري بين مجتمع البظان والثقافة العربية .
ب-
علاقة
"لغنه " او الشعر الشعبي با لغناء أو المسيقة الشعبية
يرى بعض الباحثين في الشعر الشعبي الموريتاني أنه
مرتبط في وجوده بالمسيقى الشعبية ويكاد يكون وجوده قبلها ضعيفا حتي لاأقول معدوما بل
أن بعض أهل الرأي في هذ المجال يتجاوز الى حد ربطه بأشهر المبدعين والرواد المرحوم
سدوم ولد انجرت , ويرى بعضهم أن الميسقى هي سبب تبلور بحوره وأوزانه الحالية على
الأقل , وأن الشاعر قبل المسيقي ماكان يعرف البحورولذلك لايراعي الوزن ولا القافية
بل كان يعتمد علامات الإعراب على أواخر مايعرف اليوم بالتافلويت أي الشطر فقد يقف
الشاعر قي شطر بيته الأول على لام ساكنة وفي الثانية على نون ساكنة وفي الثالثة ان
وجدت على فاء ساكنة والرابعة ان وجدت هي الأخرى على تاء ساكنة مثال :
ذل
ينقال * فلقاف الزين
الاش توف *
امن الأيات
وقدلا يلتزم الشاعر بعدد المتحركين فيكون الشطر
الأول سبعة متحركين والثاني أربعة الخ ...وبهذ ه الطريقه يبدع الشاعر بيتا من
الشعر في تلك الفترة على أن تكون كلمات
البيت مترابطة وذات معنى ودلالة وحركاته الأخيرة في كل شطر متوافقة سواءا
كانت رفعة , أونصبة , أوكسرة , أوسكونا , وعلى هذ الأساس يمكن أعتبار الشعرفي تلك
الفترة نثرا متميزا "حيث كانت الأبيات لا تقاس على بعضها و لا وجود " للطلعة "فيه و
إن و جدت فهي على غير قافية واحدة فقد تكون لها قافيتان أو ثلاثة أو أربع"
ويرى
أصحاب هذ الرأي الأخير
أن هذه
الفترة استمرت مدة طويلة الى ان بروزت معالم التجديد والتطور في الظهور وحصرالشعراء
الوزن في المتحركين المنسجمين مع الموسيقى وكانت نتائج ذلك متميزة حيث تمثلت في
إعطاء أولوية لتساوي أوزان الأبيات و قياس بعضها على بعضها بلا نقص ولا زيادة ونتج
عن ذلك ثبات القافية الذي عرف فيمابعد بالحمروالعقرب كقاعدة أساسية لابد منها في
وزن وبناء الطلعة.
بل أن بعضهم تجاوز ذالك الى حد قوله ان النوته المسيقية تتحكم في
أختيارالأوزان اللتي تتماشى معها وتستبعد الأوزان أو البحورالطويلة اللتي لاتستجيب
ايقاعاتهالسلم المسيقة الموريتانية الخماسية . يعتقد أصحاب هذ الرأي أن السبب الرئسي
لإالغاء بعض البحور أوالنقص الحاد في أستعمالها يرجع الى عدم أوصعوبة أنسجامها مع
المسيقة الموريتانية ما أدي الى صعوبة أو أستحالة تلحينها وعلى هذ الأساس أهملت
واستبعدت وغدت غير فاعلة في الحقل الشعري .
أصحاب هذ الرأي يعتقدون أن التطور
والرقي الذي وصل اليه الشعر الشعبي الموريتاني اليوم يرجع معظمه الى
المسيقةالموريتانية .
ثانيا :
شكل ظهور الموسيقى دفعا جديدا
لتقدم الشعر الحساني و الرقي به إلى مرحلة أكثر تقدما من سابقاتها حيث أجبر
الشعراء على مرافقة النوتة الموسيقية و كل شعر لا تتوفر فيه ميزة القابلية لمرافقة
النوتة الموسيقية يصبح غير مقبول و هنا رز الظبهر الذي هو مجال عزف الموسيقى مما
أدى إلى تشكيل بحور الشعر الشعبي الحساني على غرار بحور الشعر العربي المعروف و
لكل ظهر ألحانه و نغماته الخاصة كما له شعره الخاص الذي لا يمكن أن يغنى أو يلحن
في ظهر غيره و أضيفت ” الطلعة ” ذات الحمر الثلاثة و قننت متحركات الشعر لتصبح من
واحدة إلى ثمانية، و لما جاءت المرحلة الثانية دخلت لحمر الثلاث على الطلعة و لم
تاتي هذه المرحلة الا بقدوم الموسيقى ، اي ان بزوغ لحمر كان من صناعة الموسيقى و
حاجتها الى الانسجام باعتبار ان الموسيقى هي التي ضبطت الشعر الشعبي الحساني
بالصيغ الموجودة في البحور الحالية ، بحيث ان للشعر بحور تنطلق من ثمانية متحركات
في التافلويت الواحد نزولا الى سبعة ثم ستة فما تحت حتى نصل الى بحور غير مهمة في
الوسط الادبي الصحراوي بينما هي مستعملة و شائعة في الوسط الموريتاني و منها بحر
اثنين و بحر اثلاثة و بحر واحد اي بمتحرك واحد كأن نقول:
بـﮓرة …..شـﮔرة
و بما انها مضبوطة الا انها
بدون جمال لا في المعنى و لا في الشكل و المتحرك هي علامات الاعراب الموجودة في
النحو العربي من ضم و فتح و كسر و ليس سكون.
و
بالرغم من انها تعتبر بحور شعرية في الادب الحساني إلا أن الشاعر الصحراوي
استبعدها باعتبارها لا تفتح المجال للابداع الذي يفضل الشاعر فيه استعمال كل
جماليات الشعر و صيغه من مجاز و معنى عميق و الغاز و غيرها من محسنات بديعية و صور
بيانية يجب ان تتوفر في الشعر لكي يستقيم في اذن المستمع
ويرى أصحاب هذ الراي الأخير
أغراض الشعر الشعبي " لغنه "
1-الغزل : أستنبت الشعر الشعبي "لغنه
"في ساحة الغزل الغدير واللقاء , والدموع والنوى , والليل والطرب , والجمال
والقمر, والعتاب والسمر , والملاحة والجمال ,والعذوبة والخطر ,والحلي والصوروالأستحياء
والخجل .
2- النسيب : لقد زرع نسيب الشعر الشعبي
الموريتاني الشوق والبكاء والغربة والذكريات والفرح في السهول والمروج والوديان والهضاب
والدياروالزمن والينابيع والآباروالأشجار.
3-
الحماسة : بنى الشعر العشبي " لغنه " على هضبة الحماسة مضامر الخيل والمبارزة
وسجل في أسطوانات الزمن صليل السيوف وصيحات الرجال ولونت عدساته أزيم المدافع
بالدخان والبطولات والشجاعة والصبروالذود عن الحريم .
4- المديح : ملأ
الشعر الشعبي " لغنه " واد المديح بالسيف والعلم , والشجاعة والسخاء , والإقدام والخيل , والإباء
, والوفاء , والإيثار والجمال , والحلم , والعفو,والغضب والبأس .
5- الهجا : خفف الشعر الشعبي " لغنة "
في كثيرمن اعماله في هذ الغرض الشعري من
لفيح عواصف وزوابع الهجاء وقحطه وجفافه بوضع حواجزأدبية فنية رمزية أيحائية تفي
بالغرض وتحقق الهدف المنشود .
6- الحكم : ملأ الشعر الشعبي خزينة الجتمع بالحكم
ويسر تداولها وحفظها بين الناس والأستنارة بها في الحياة العامه فكان معلما وهاديا.
7- الموعظة : أشرق الشعر الشعبي وتجلي في جزءهام
منه في الإيمان بوحدانية لله وقضائه وقدره في السراء والضراء والتوكل على نعم
الوكيل وانارة المعتقد وتقويته
8- الرثاء : أثبت هذ الغرض من أغراض " لغنه
" وفاء المجتمع ونزوعه للخلود الذي يتطلب التمرس في مكارم الأخلاق والشهامة والعلم
والفروسية والشجاعة وهو يحث أبناء المجتمع على التمسك بالممارسات اللتي تستجيب
وتنسجم مع المعايير القيمية والخلقية للمجتمع لينالوأماكنهم في ذاكرته عبربساط
الرثاءالمتجول .
9- الألغاز: أهتم الشعر الشعبي برياضة العقل
وترويض الفكروالإيحاء والرمزوالأستدلال والتحليل والأستمباط ولهذا تنوعت
الألغازوتكاثرت في هذ الغرض الأدبي.
10- السجال " لقطاع " : لقطاع هو نوع
من التواصل الثقافي أ ثري الساحة الأدبية الشعبية بأالوانه الرمزية والإيحاءاتة
وصوره البلاغية ونكاته ومواضيعه الخفيفة وروح الدعابة اللتي تسكنه قربت هذ الغرض
من قلوب الناس .
11- التأريخ :
هكذا أمتلأت أغراض الشعر الشعبي أولغنه اللتي
لاتختلف عن أغراض الشعر العربي الفصيح وخصص لكل غرض من أغراضه أ رضا خصبة لزراعته فملأ
ساحة المديح بالسيف والعلم , والشجاعة
والسخاء , والإقدام والخيل , والإباء , والوفاء , والإيثار والجمال , وأنزل في
ساحة الغزل الغدير واللقاء , والدموع والنوى , والليل والطرب , والجمال والقمر,
والعتاب والسمر , والملاحة والجمال ,والعذوبة والخطر ,والحلي والصور,