الثلاثاء، 5 أبريل 2016

الطريق الى فهم أصول الشعر الشعبي ( لغنة ) الحلقة الثالثة


اولا : مراحل تحول اللهجات العربية الى الفصحى
بدأت ملامح اللغة العربية الفصحى تتشكل في القرن الرابع الميلادي وتحددت معالمها في القرن الخامس ,بسبب العوا مل الأ قتصادية والدينية 
- العامل الأقتصدي المتمثل في العلاقات التجارية التي كانت تربط العرب في الجزيرة العربية برحلات قريش التجارية وأسواق مكة التي كانت وجهة لكل القبائل العربية لموقعها الوسطي بين تلك القبائل من ناحية وتنوع وكثرة بضا ئعها وكثرة الوافدين اليها من ناحية ثانية
- العامل الديني المعروف بأرتباط القبائل العربية بالطقوس الدينية والحج اليها لتلأدية تلك الطقوس اللتي تتفرد بها مكة وتشرف على تنظيمها قبيلة قريش وهذا مايجعل مكة أيام الحج ملتقابشريا كبيرا يتطلب كل فرد فيه التواصل اللغوي مع المشرفين والمنطمين من قريش لأداء طقوسه الدينية الضرورية لعملية الحج من ناحية , ومع التجار القرشيين لبيع تجارته اوشراء حاجاته من البضائع من ناحية ثانية وهذا ماجعل اللهجة القرشية أكثر شيوعا بين القبائل العربية من أية لهجة أخرى وأكثر اللهجات العربية ضرورة للأستعمال وأكثرها أستعمالا وانتشار على مدار السنة بين العرب وقوافل قريش التجارية والسنوى بين العرب وقريش المشرفة على تنظيم الحج هكذاأخذت اللهجة القرشية موقع السيا دة بين سائر اللهجات العربية ونتيجة لهذ التواصل المستمر اقتربت من اللهجة الفصحى وعمت مناطق كثيرة من الجزيرة العربية , و في القرن السادس الميلادي غدت كل القبائل العربية تفهم وتتكلم لهجة قريش اللتي تعرف اليوم باللغة العربية الفصحى.
ثانيا : الشعرالغصيح
رافق الشعر الفصيح هذ المسارالتطورى للغة العربية وظل يتطورمع اللهجات المحلية العربية المتباينة ويقترب معها من اللهجة الفصحى طيلة القرنين الرابع والخامس وكان على شكل مقطوعات ولكنه لم يعرف القافية في هذه الفترة بل كان مسجوعا مرسلا الى غاية القرن السادس الميلادي حيث أخذ شكله المعروف في العصر الجاهلي من خلال شعر امرئ القيس والمهلهل. يقال أن أول قصيدة عربية عرفت بالفصحى هي قصيدة العنبر بن تميم اللتي كتبت قبل الهجرة النبوية بحوالي " 150 " سنة وقد نظمها وهو يحدو ابله عائدا من منطقة بهراء في الجزيرة العربية حيث قال فيها :
" قد رابني من دلوي اضطرابها
والنأي في بهراء واغترابها
إن لم تجيء ملأى يجيء قرابها "
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق