الاثنين، 8 فبراير 2016

العرب الواقع والآفاق المستقبلية

العرب الواقع والآفاق المستقبلية

المنطقة العربية هي التي قررت القوة العالمية المهيمنه أن تكون البوابة الرئيسية لتغير الخارطة السياسية العالمية المرتقبة , وهي المدخل الحقيقي لتحديد مكاسب تلك القوةالمتصارعة على ثروات العالم الثالث المعاد توزيعها بين الكبار , تبعا لإعادة التغير الجغرافي , ولتسهيل وتعجيل عملية التقاسم   يتم القضاء على الأنظمة العربية التي ارتبطت في ذهن الإنسان العربي بالوطنية والتقدمية واليسارية بالطرق التي تجردها من تلك المواصفات لتحل محلها صور القهر والدكتاتورية وقمع المجتمعات  , وتهيؤ المجتمعات من خلال العملاء القدماء والجدد للصراع مع تلك الأنظمة , وتمكن العملاء الجدد بوسائل تاجيج الصراع المالية والسياسية والحقوقية والعسكرية مشروطة بالسير وفقا لأنجندة تصمن مايلي :
تعدد  الصراعات واسبابها
الأنتقال من الصراعات السياسية ومظاهرها التظاهرية الى الصراعات العسكرية بسرعة تامة
تعدد اسباب الصراع العسكري من طائفي الى عرقي الى انفصالي لضمان زرع الصعوبات في وجه كل التسويات السياسية لكثرة تعدد جهات الصراع .
انعاش سوق السلاح
بيع كل التجهيزات والعتاد العسكري بكل الطرق النقدية و المقايضة والتهريب وغير ذالك من ما لايخطر على بال لأنعاش سوق السلاح وتسريع عجلة صناعته وانتسار رقعة مستهلكيها في العالم وفي المنطقة العربية بشكل خاص .
الحروب الأهلية
إشعال الحرب الأهلية بين الطوائف والأعراق وأصحاب التوجهات السياسية بشكل  يكفل إيهام كل طائفة أو عرق أوجهة سياسية بشرعية مطالبها وإمكانية تحقيق اهدافها الشرعية ودعمها عسكريا وماليا بحيث يزودها الحليف بالمتكلبات العسكرية واللوجستية والغذائية وكل منتجات الحليف الكاسدة والتي لم تجد سوقا يطلبها , وبيع خدماتها التقنية المدنية والأجتماعية , مقابل نهب  الثروات الأقتصادية التي تسيطرعليها وتمكين القوة الغربية التي تدعمها من استغلالها أو استرادها .
ملايين القتلى والمعاقين
سوف تحصد الحروب في المنطقة العربية ملايين العرب اكثرهم من الشباب والقوة القادرة على العمل والعطاء  ,وتعطل قدرا عشرات الملايين من الشباب والأطفال في الحاضر والمستقبل القريب والبعيد  والقوة المنتجة في المنطقة بسبب العاهات والإصابات الجسدية البليغة والمتوسطة الجسدية والنفسية والعقلية والبلوجية الناتجة عن الأستخدامات العسكرية المحرمة والتأثيرات السيكلوجية .
هجرة الطاقات  العلمية والعاملة
سوف تهاجر عشرات الملايين من المنطقة الى الغرب يتشكلون من العلماء والمتخصصين العلميين والأطفال والنساء ما يمكن الغرب من فرض أجندة تمكنه من اسغلال الطاقات العلمية المهاجرة اليه بأرخص التكاليف واسهلها واكثرها تقيدا للمستغليين وشروط التحكم , وتدعي الدول الغربية انها تستقبل أطفال الدول المنكوبة بالطرق اإنسانية وهي في حقيقة الأمر توطن الأطفال بالوسائل الكفيلة بسلخهم من عالمهم الأصلي وتنشاتهم بطرق تسد فجوات  الشيخوخة العميقة  في المجتمع الغربي ووضعهم في نسيجه  ثقافيا وانتمائيا وعقليا وفكريا مستغلا لذالك اعلامه المسلط على الإرهاب الإسلامي والعربي وغير ذالك من الصور البشعة التي يتفنن الغرب في انشائها , بالإضافة الى ما ذكر ستفقد المنطقة العربية عشرات الملايين من النساء القادرة على افنجاب  ويكون انتاجهن الإنجابي لصالح المستضيف .
تدهورالأوضاع الصحية والتعليمية           
تخلق الحروب دائما تدهورا كبيرا في محال الصحة في المحتمعات التي تقع الحروب فيها بسبب  القتل اليومي والإصابات البدنية والنفسية التي تنتجها فظائع الحرب التي تنتشر في كل شوارع المدن والقرى مخلفة تلوثا مائيا ونقصا غذائيا وانتشار القمامات والأوبئة والحرائق والغازات والأشعة التي شساهم كل منها في نهش صحة السكان , وتقل الأدوية في المخازن وينعدم أسترادها في المراحل اللا حقة , وتتصرر التجهيزات الطبية من مختبرات وأتجهيزات الأشعة وغيرها من التجهيزات التي ستواجه نقص الكادر البشرى للتشغيل والصيانة ويقتل كثير من  الطواقم الطبية ويهاجرون لأستحالة الحياة في الوطن الكمكلوم والعجز عن تقديم الخدمات الطبية بسبب انعدام الأدوية والتجهيزات الطبية .
تدهورالأوضاع التعليمية
تتعرض المدارس والجامعات وكل انواع البنى التحتية لقذائف المتحاربين وتتعرض لدمار كبير مايحعلها اهدافا مشروعة لكل نيران الحرب الأمر الذي يجعل التجمعات لأي سبب غير آمنة حتى ولوكان سببها التعليم ما يأدي الى هجر الطلبة للمؤسسات التعليمية وكذاك طواقم التعليم التي ستتأثر بأنتماءاتها  العرقية والسياسية والطائفية  
 وهكذا تفكك الدولة ومؤسساتها وخاصة التعليمة بفعل الحروب وينتج عن ذالك تفشي الجهل بين أفراد الجيل الذي عايش الحرب .
الكيانات السياسية المستقبلية

سيعاد تشكيل الكيانات السياسية في المنطقة العربية وفقا لمصالح الغرب فقط فقد تزيد الدول على ما كانت عليه وقد تنقص وفقا لما يضمن تحكم اجهة التحكم , واغلب الظن أنها ستكون كيانات تشابه عمالة تستغل لأستخراج الموارد وغير ذالك من الخدمات التي تمكن جهة التحكم , وسوف تبدي الدول الغربية كعادتها أستعداداتها لمساعدة عملائها في تلك الكيانات الهزيلة المصممة لخدمتها لإعادة التعمير وتشيد بناها التحتية  بناءا على اتفاقيات طويلة المدى ستوقع بين تلك الكيانات وسادتها لاتخدم الا مصالح الساداه .
الخاتمة

اصبح من الواضح الآن أن الغرب بدأ في أعادة تشكيل خارطة الوطن العربي بالطريقة التي تضمن له أضخم الخسائر البشرية والمادية وأكثرها تأثيرا على البنية السياسية والأجتماعية والأقتصادية لسكان المنطقة , وتجلت طريقة الغرب التخريبية هذه في اذكاء الحروب في المنطقة العربية بغض النغر عن اسبابها ومسمياتها والقائمين بها ,  المهم تدمير القوة العسكرية والبشرية والأقتصادية وشحن المنطقة بالإرهاب الدائم الذي يمنع الأستقرار والأمن بشكل مستمر ويزرع الذل والخوف والقهر في المجتمع , ويهيأه لتقبل مايوحيه الغرب وعملاءه من تقسيمات محتملة وخلق كيانات جديدة أو القضاء على كيانات أخرى , على أن تخدم كل تلك الكيانات تحكم الغرب في كل الموارد الأقتصادية والبشرية في المنطقة وامن اسرائيل وتمكينها من الوصاية الغربية على تسير المنطقة العربية وفقا لمصالح الغرب واسرائيل , هكذا يقرؤ من الأحداث المتتالية في المنطقة منذو حوالي 26 سنة ومع هذ ما زال كثير من الشعب العربي يدافع عن الأنظمة العربية العميلة .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق