الجمعة، 21 أغسطس 2015

.  أصبح من شبه المؤكد لدى بعض الباحثين أن الأمير ابوبكر قد اختار هذ الموقع بعناية , لطبيعته الإستراتجية , فالمقسم  عبارة عن  ممرمائي أووادي يمر بين جبلين احدهما في الشمال والأخر في الجنوب في حين ينحدر الوادي من الشرق متوجها الى الغرب , وكانت المنطقة خصبة وذلك امر مهم لخيل وابل الجيش وحيوانات المدينة . لوكا ن هذ الوادي يتكلم اوكانت تلك الجبال تنطق لحدثونا عن أيام مجيدة صنعها الأمير أبوبكر بن عامر مع قادته وجنوده وشعبه على أديم هذه الأرض في اوديتها , وهضابها , وتلالها , تلك الأيام التي تبرهن البقايا الأثرية المكتشفة على عمق أهلها , وتنوع معارفهم  , وتعدد مهاراتهم , واستغلالهم للعلم في سبيل نشرالإسلام والعدالة والأستقرار والتحضر .
يعتقد الكثيرون أن المقسم كان قلعة عسكرية كبيرة , ولربما كانت تلك القلعة توجد في مدينة مزدهرة , تبين المؤشرات الأثرية في المقسم و ضواحيه أزدهار صناعة الحديد, وكذالك الذهب وغيرذالك  من المعادن والمصنوعات , وقد بينت المؤشرات المذكورة أن بعض صخور الجبل توجد ضمن المصهورات التي كان السكان  يستخرجون منها بعض المعادن . تكشف الرياح لثام الأتربة عن موقع فرن في قلب المدينة أوالقلعة لم يبق منه الا بقايا المصهورات وسواد موقع الفرن , لكن أصحاب الدراية في الآثار وهواتها يدركون بوضوح اتساع وانتشار جمم المصهورات في موقع المدينة أو القلعة وتنوعها , ففيها مصهورات من الحديد , والنحاس , والذهب , وقد أكدت لنا مصادرمحلية موثوقة أن  السكان المحليين قد وجدو  في العقود الماضية ,  قدورا كانت مخصصة لصهر الذهب , ومازالت بقاياه تلمع في قيعانها وحواشيها .








هذه الحجارة عبارة عن مخلفات صهر المعادن التي كانت تنتج في الفرن المبين موقعه أعلاه , وتبدو من بينها صخور طبيعية من الجبل الذي تقع آثار المدينة أوالقلعة عند نهايته الجنوبية الغربية .





يبين تنوع هذه الآثار الفخارية وزخرفها والوانها أن صناعة الفخار أزدهرت في مدينة أوقلعة المقسم أزدهارا كبيرا مكن من التحكم في الصناعة وتسخير مادة الفخار لجميع متطلبات الحياة , فكانت تصنع منه قدورا لصهر المعادن , وكذالك مراجل للطهي , وجرات لجلب الماء وتبريده , وأوان للشراب والأكل , ولكل نوع من هذه الأنواع زخرفه , ولونه , وحجمه , نعومته , وخشونته . استخدم الفخار في المدينة المفترضة أو القلعة وفي ضواحيها  استخداما واسعا يكاد يلحظه كل انسان .




هذه الأحواض الحجرية التي تعتبر من آثار قلعة أومدينة مقسم ابوبكر بن عامر أو مقسم بكار,  كانت تستخدم قديما  لسقاية الخيل وكانت توضع في أسطبلاتها , ويمكن أن يستدل من خلال كثرتها وتعدد مواقعها على :
-         كثرة الخيل التي كانت موجودة في المدينة
-         تعدد اسطبلات الخيل الذي نفهمه من خلال  انتشار هذ النوع من الأحواض في مواقع متعددة  .
-         اتساع المدينة يظهر اتساع المدينة من خلال انتشار هذه الأحواض في كثير من المواقع في حيز المقسم الأمر الذي يمكن أن يؤشر على تحديد حيز المدينة , أو القلعة
-         كما يكن أعتبار هذه الأحواض مؤشرا هاما على الأستقرار لأن صناعة هذه الأحواض صعبة وتحتاج الى وقت طويل , كما تحتاج الى معدات صلبة ومتنوعة , وهذ كله لا يعقل أن يوجد الا في ظل الأستقرار , وهذه الأحواض الحجرية الثقيلة كبيرة الحجم لايمكن حملها ولاتصلح للترحال , ولايعقل أن تصنع للأستخدام المؤقت لصعوبة صناعتها ,  فهي اذا من دلائل المدينة والأستقرار , وقد وجدت في المدن القديمة التي وجت بعد زمن أميرنا أبوبكر بن عامر مثل تنيقي , وودان , شنقيط .
ضريح الأمير أبةبكر بن عامر
                                         
                               ضريح الأمير أبوبكر بن عامر


بني هذ الحائط من الحجارة كما هو واضح بأمر من الرئيس المختار ولد داداه في سنة 1969 بعد زيارته الموقع وابداء حرصه على تخليد الأمير , فجزاه الله خيرا على العناية وان كانت لاتتجاوز حجم الحائط .
اللهم اغفر لنا وللفقيه الأمير المجاهد ابي بكر بن عامر . اللهم اغفرلنا وله علمك فينا وفيه , اللهم اسقيه من ماء الرحمتك وبرد عفوك وثالج مغفرتك , اللهم أعتقه من الناروبرد مضجعه في الجنة  , اللهم نقيه من الخطيا كما ينق الثوب الأبيض من الدنس  آمين  . أرجو من القارء أن يقرء الفاتحة ويلحقها للأمير
من مايثير الحسرة والألم  والتعجب أن هذ هو ضريح الفقيه المجاهد الزاهد الأميروالقائد العظيم , أبي بكربن عامر.  نستدل عليه بكلمات بسيطة تفتقر الى قواعد الخط والترتيب والإملاء والبلاغة  , منقوشة عل صخرة عادية  , لكنها رغم قدمها وصفاتها كانت ومازالت دليلا , نرجو من الله العلي القدير , أن يجازي كاتبها والآمر بكتابتها وواضعها بخيره وإحسانه وتقبله ورضاه انه سميع مجيب .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق